بين بايدن وترامب.. من مكّن إيران وأذرعها في المنطقة؟

يشكل النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الشرق الأوسط قضية معقدة تتجاوز مجرد تبادل الاتهامات بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة. فالسؤال المطروح في الفيديو المعنون بين بايدن وترامب.. من مكّن إيران وأذرعها في المنطقة؟ | نيوز_بلس يتطلب تحليلاً دقيقاً لتاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، والسياسات المتبعة من قبل كل من الرئيسين بايدن وترامب، بالإضافة إلى فهم أعمق للديناميكيات الإقليمية المعقدة.

لا شك أن فترة حكم الرئيس ترامب شهدت تطبيق سياسة الضغط الأقصى على إيران، والتي تمثلت في الانسحاب من الاتفاق النووي (JCPOA) وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة. كان الهدف المعلن من هذه السياسة هو إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط جديدة وأكثر صرامة، وتقويض قدراتها النووية والصاروخية، وكبح تدخلاتها في شؤون دول المنطقة. ومع ذلك، يرى البعض أن هذه السياسة أدت إلى نتائج عكسية، حيث زادت من حدة التوتر في المنطقة، ودفعت إيران إلى تعزيز برنامجها النووي، وتقوية علاقاتها مع حلفائها ووكلائها في المنطقة.

من ناحية أخرى، سعى الرئيس بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي، بهدف احتواء البرنامج النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية والرقابة الدولية. ومع ذلك، تواجه هذه الجهود تحديات كبيرة، بسبب الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وإيران حول شروط العودة إلى الاتفاق، بالإضافة إلى معارضة بعض دول المنطقة، مثل إسرائيل ودول الخليج، لهذا الاتفاق. ويرى منتقدو سياسة بايدن أنها قد تمنح إيران المزيد من الموارد المالية التي يمكن أن تستخدمها لتمويل أنشطتها في المنطقة.

لا يمكن إلقاء اللوم على إدارة واحدة فقط في تمكين إيران وأذرعها في المنطقة. فالأمر يتعلق بسلسلة من القرارات والسياسات الخاطئة التي اتخذت على مر السنين، بالإضافة إلى عوامل أخرى خارجة عن سيطرة الولايات المتحدة، مثل الصراعات الداخلية في دول المنطقة، والفراغ الأمني الذي خلفته التدخلات الخارجية، وتصاعد الطائفية. إن فهم هذه العوامل المتعددة ضروري لصياغة سياسة أمريكية أكثر فعالية تجاه إيران، تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية المصالح الأمريكية.

في الختام، يجب أن يتجاوز النقاش حول من مكّن إيران وأذرعها في المنطقة مجرد تبادل الاتهامات السياسية. يجب أن يركز على تحليل الأسباب الجذرية لهذه المشكلة المعقدة، ووضع استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار جميع العوامل المؤثرة، وتعتمد على الدبلوماسية والحوار، بالإضافة إلى الضغط الاقتصادي والعسكري، لحماية المصالح الأمريكية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.